المحاضرة الثالثة/ توليد الأفكار وتطوير الفقرات
ادوارد مانيه فنان فرنسي ولد في ٢٣ يناير ١٨٣٢ وتوفي في ٣٠ ابريل ١٨٨٣، ويعتبر من رواد الفن الحديث وممهدي الطريق للحركة الانطباعية وتتميز أعماله بالجرأة والتجديد ومن أشهر أعماله الجريئة (الغداء على العشب) (اولمبيا) واعتمد اسلوبه على التبسيط والتباين بين الضو والظل، وترك مانيه أثرا كبيرا في الفن وساهم في تطويره.
تعتبر لوحة الغداء على العشب التي رسمها ادوارد مانيه من أكثر الأعمال إثارة للجدل في الوسط الفني، وهي من الاعمال الانطباعية وانفصلت عن الرأي الكلاسيكي الذي يفرض بأن الفن يجب أن يطيع الاعراف الراسخة ويسعى الى تحقيق الخلود، وتم رفض العمل من قبل الصالون ولم يكن بسبب النساء العاريات في العمل، ولكن بسبب وجودهن مع رجال من الطبقة البرجوازية وهذا يشير للتناقض وكأن النساء نماذج أو عاهرات.
نرى في العمل امرأة عارية مع رجلان يرتديان ملابس أنيقة وفي الخلف توجد امرأة اخرى تغتسل في النهر وتوجد سلة فواكه في وضع سقوط أمامهم وقماش مرمي بجانب السلة وتوجد خلفهم اشجار ونهر، وفي الوقت الذي كان يركز فيه الفن على التفاصيل المثالية جاء مانيه ودمج اسلوبين الواقعية والانطباعية واضاف تقنية ضربات الفرشاة العريضة والواضح وهذا كان يعتبر حينها ثوريا، استخدم مانيه الظل والنور بشكل مختلف نوعا ما، حيث جعل المرأة العارية مضيئة مقارنة بالبيئة المحيطة وكذلك المرأة التي بالخلف كانت مضئية بملابسها البيضاء وهذا ماجعل التركيز يقع فيهم، رسم مانيه العمق في العمل باستخدام المنظور الخطي ذو النقطة الواحدة استخدم الفنان ألوان متباينة وشديدة الظل والنور خصوصا في الأشخاص، قد يعبر رسم المرأة العارية للتحرر من بعض القيود التقليدية وكذلك الرجال يعبرون عن التحولات في المجتمع الباريسي آنذاك، ولا يعامل منظر المرأة العارية كموضوع جنسي بحت،بل تبدو في وضع طبيعي مع الرجلين وهذا مايعكس توجه جديد في تصوير النساء في الفن.
أجد بأن العمل كسر حدود وقواعد فنية انذاك وأضاف أسلوب جريء للفن وهذا مانجح الفنان في ايصاله.
المراجع:
تعليقات
إرسال تعليق