تكليف المحاضرة الخامسة/ الاستعمار
الاستعمار
الاستعمار هو عملية توسع سياسي واقتصادي واجتماعي لدولة أو إمبراطورية على أراضي أخرى، وتستخدم القوة والتأثير السياسي والاقتصادي لإضعاف الثقافة والهوية الوطنية للشعوب التي يتم استعمارها، وقد بدأ الاستعمار في القرن الخامس عشر عندما خرج المستكشفون الأوروبيون لاستكشاف العالم والبحث عن طرق تحقيق الثروة والسيطرة على الموارد الطبيعية والتجارية الهامة.
مثال على الاستعمار:
يوجد العديد من الأمثلة على الاستعمار على مر التاريخ، ومن بين أشهر الأمثلة على الاستعمار هي الاستعمار الأوروبي لأمريكا الجنوبية والوسطى والشمالية، وكذلك الاستعمار الأوروبي لأفريقيا وآسيا.
لنأخذ مثالًا على الاستعمار في أفريقيا، فقد كانت الدول الأوروبية تتنافس على السيطرة على الأراضي والموارد الطبيعية في أفريقيا، واستخدمت القوة العسكرية والتأثير السياسي والديني للسيطرة على الأراضي الأفريقية. ومن أشهر الدول الأوروبية التي استعمرت أفريقيا يمكن ذكر بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا والبرتغال.
وفي نظام الاستعمار، قامت الدول المستعمرة بتقسيم أفريقيا وتحديد حدودها وفقًا لمصالحها الاقتصادية والسياسية، وفرضت نظامًا اقتصاديًا استنزافيًا يعتمد على استخراج الموارد الطبيعية وتصديرها إلى أوروبا، واستخدام العمالة الرخيصة والقسرية في الزراعة والتعدين والصناعات الأخرى، وقد أدى الاستعمار إلى تدمير الحضارات الأصلية في أفريقيا وتدمير التنوع الثقافي واللغوي وتشجيع الصراعات العرقية والدينية والانعزالية وتهميش الطبقات الفقيرة واستغلالها وتدمير البيئة وتخريب الموارد الطبيعية، وكان للرأسمالية الاستعمارية تأثير كبير في تشكيل الاقتصادات المحلية والهوية الثقافية، حيث أدى إلى تغييرات هائلة في الاقتصادات المحلية والتجارة والتنمية والهوية.
ومن أمثلة الدول التي تعرضت للاستعمار في أفريقيا هي الجزائر التي استعمرتها فرنسا، ومصر التي استعمرتها بريطانيا، وكذلك كان الاستعمار البلجيكي لجمهورية الكونغو الديمقراطية يشتهر بالوحشية والاستغلال الشديد للعمالة القسرية وتدمير البيئة والمجتمعات المحلية.
ويجب الإشارة إلى أن آثار الاستعمار لا تزال تؤثر على الدول الأفريقية حتى يومنا هذا، حيث تعاني العديد من هذه الدول من الفقر والتخلف الاقتصادي والاجتماعي، وتحاول الآن تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية والحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي.
اثر الاستعمار على الفن :
لقد كان للإمبريالية والاستعمار تأثير كبير على الفن والثقافة في الدول المستعمرة، حيث كانت الدول المستعمرة تفرض نظامًا ثقافيًا وفنيًا يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية، وكان الهدف الرئيسي لهذا النظام هو ترويج الثقافة الأوروبية والاستعانة بها كوسيلة للسيطرة على الشعوب المستعمرة وتغيير هويتها الثقافية والفنية.
وفي العصور الوسطى، كان الفن في الدول المستعمرة يعبر عن الثقافة المحلية والدينية والتقاليد المحلية، ولكن مع وصول الأوروبيين إلى هذه الدول، تم تشجيع الفن الأوروبي على حساب الفن المحلي وتم إرغام الفنانين المحليين على تبني الأساليب الأوروبية ونسيان أصولهم الفنية الأصلية. وتم استخدام الفن كأداة لنشر الفكر الأوروبي والمساعدة على تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية للدول المستعمرة
المراجع:
تعليقات
إرسال تعليق