تكليف المحاضرة الثالثة/ الفن التشكيلي في السودان
الفن التشكيلي في السودان
عرفت السودان فن النقش والرسم والنحت منذ الأزل، أي في عصر ما قبل التاريخ، حيث لا تزال معابد الممالك النوبية في شمال السودان تحمل آثار تلك الأعمال، واستمر هذا الحال حتى عهود الممالك المسيحية.
وفي بدايات النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الـ20 الماضي بدأت السودان في تشكيل مدارس فنية الحديثة في مدينة الدويم، وكان من شيدها مستر جان بيير غرينلو وهو من قام ببناء مدرسة الخرطوم للتصميم وهي ما تعرف بكلية الفنون الجميلة التطبيقية، وارتبطت في العصر الحديث ارتباط وثيقا بالتراث الوطني والبيئة المحلية والتطور الاجتماعي.
وحسب الفنان راشد دياب يقول بأن الفنون التشكيلية في السودان تعاني من عدم الاهتمام المطلوب من الدولة وضعف درجة التذوق لدى المتلقين، مما أدى ذلك من فقدان الدور المهم في بناء الدولة الحديثة التي تعتمد على الثقافة وحركة الوعي المحفزة للإنتاج، وذلك بسبب السياسيين وعدم مواكبتهم للفعل الثقافي وهم الذين تولوا مقاليد السلطة.
الفن التشكيلي الحديث في السودان
اجتازت الحركة التشكيلية الحديثة مراحل عديدة من تطورها ونموها وكان هذا النمو النوعي مرتبطا الى حد كبير بتطور المجتمع السوداني الذي يسعى لابتداع هويته الثقافية القومية.
واكتشف الفنانون الرواد في الحركة التشكيلية المعاصرة في السودان أن عملية اتقان التقنيات الفنية بالدراسة الاكاديمية التي تلقوها يجب أن توظف للتعبير عن تاريخهم العريق من الحضارات والثقافات التي عبرت بعمق عن الوجدان الشعبي، والحرص على الابتعاد من محاكاة الأنماط الغربية التي لا تمثلهم ولا تعبر عن ارثهم وخبراتهم النابعة من واقعهم الثقافي والاجتماعي .
ودعا الفنانين الرواد للعودة الى التراث باعتباره منبعا للأصالة والتأصيل، وجعلوها قاعدة قوية لترسيخ العمل الفني في البلاد وتعميقه هي الأساس في حركة التشكيل المعاصر، وهذا أدى لظهور أول مدرسة فنية حديثة أطلق عليها الأستاذ الجامايكي دنيز وليامز اسم (مدرسة الخرطوم)، وكان من أبرز فنانيها الذين اتبعوا نزعات وأساليب مختلفة شكلت أجيالا لاحقة من الفنانين وقدموا إضافات جديدة هم؛ شفيق شوقي- مبارك بلال- عبدالله العتيبي- حسين جمعان وغيرهم.
والأهم بالنسبة لمدرسة الخرطوم ليس الوضوح الرؤية الفنية والأحكام الاختيارية الاسلوبية، إنما هو بروزها كظاهرة وحدث محوري في الحركة الفنية.
الفنان الرائد في التجريد التراثي( حسين جمعان)
يعد الفنان حسين واحدا من أبرز رموز الحركة التشكيلية السودانية المعاصرة، وشغل الكثير من المناصب الاكاديمية، وقد أتقن مهارة الرسم والتصوير والطباعة والخزف والنحت، وكان له مجالات في الفنون الأدبية من الكتابة الشعرية والنقدية، وعرف الفنان حسين باستلهامه من الموروث السوداني والبيئة في أعماله التي غلبت عليها الرمزية والتجريد، ونال العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية ومنها جائزة نوما لأدب ورسومات الأطفال باليابان عام 1999، وشارك في هيئة تحكيم الجائزة نفسها اعترافا وتقديرا لمكانته الفنية.
تعليقات
إرسال تعليق